فصل: (سورة مريم: آية 35).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



. [سورة مريم: آية 35].

{ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْرًا فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35)}.

.الإعراب:

{للّه} متعلّق بمحذوف خبر مقدّم ل {كان}، {ولد} مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله يتّخذ والمفعول الأول محذوف أي: أن يتّخذ أحدا ولدا.
والمصدر المؤوّل {أن يتّخذ...} في محلّ رفع اسم كان مؤخّر.
{سبحانه} مفعول مطلق لفعل محذوف.. و الهاء مضاف إليه الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر إنما كافّة مكفوفة (كن) فعل أمر تامّ، والفاعل أنت.
الفاء عاطفة - أو استئنافيّة- {يكون} مضارع تامّ مرفوع، والفاعل هو.
جملة: {ما كان للّه} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يتّخذ} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن .
وجملة: أسبّح {سبحانه} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {قضى} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {يقول} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كن} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يكون} لا محلّ لها معطوفة على جملة يقول.. أو استئنافيّة.

. [سورة مريم: آية 36].

{وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة {ربّي} خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء.. و الياء مضاف إليه {ربّكم} معطوف على ربّي بالواو مرفوع الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر {هذا} مبتدأ في محلّ رفع {مستقيم} نعت للخبر {صراط}.
جملة: {إنّ اللّه ربّي} في محلّ نصب مقول القول لفعل مقدّر أي:
قل.. وجملة القول المقدّر لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {اعبدوا} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنتم مقرّين بربوبيّته فاعبدوه.
وجملة: {هذا صراط} لا محلّ لها تعليليّة.

. [سورة مريم: آية 37].

{فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37)}.

.الإعراب:

الفاء استئنافيّة {من بينهم} متعلّق بحال من الأحزاب الفاء عاطفة {ويل} مبتدأ مرفوع، {للذين} متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ {ويل} {من مشهد} متعلّق بالاستقرار الذي هو خبر {يوم} مضاف إليه مجرور.
جملة: {اختلف} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ويل للذين} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {كفروا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.

.الصرف:

{مشهد} اسم زمان أو اسم مكان أو مصدر ميميّ من شهد الثلاثيّ، وزنه مفعل بفتح الميم والعين، وشهد بمعنى حضر أو نطق بالشهادة.. فإذا كان من المعنى الأول فاسم الزمان يعني وقت الشهود، واسم المكان يعني مكان الشهود أي الموقف، والمصدر يعني حضور ذلك اليوم العصيب من إضافة المصدر إلى فاعله. وإذا كان من المعنى الثاني أي الشهادة فاسم الزمان يعني من وقت شهادة يوم، واسم المكان يعني من مكان شهادة يوم، والمصدر يعني شهادة ذلك اليوم أي أنّ اليوم يشهد على الناس إمّا حقيقة وإمّا مجازا.

. [سورة مريم: الآيات 38- 39].

{أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39)}.

.الإعراب:

(أسمع) فعل ماض جامد لإنشاء التعجّب مبنيّ على الفتح المقدّر لمجيئه على صورة الأمر (الباء) حرف جرّ زائد و(هم) ضمير، محلّه القريب الجرّ بالباء الزائدة، ومحلّه البعيد الرفع على أنّه فاعل أسمع (أبصر) مثل أسمع، والفاعل مقدّر أي أبصر بهم (يوم) ظرف زمان متعلّق ب (أسمع، أبصر)، (لكن) حرف استدراك لا عمل له (الظالمون) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (اليوم) ظرف متعلّق ب (ضلال)، (في ضلال) متعلّق بخبر المبتدأ الظالمون.
جملة: {أسمع بهم} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أبصر بهم} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {يأتوننا} في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: {الظالمون} {في ضلال} لا محلّ لها في حكم التعليليّة.
39- الواو عاطفة، والضمير في (أنذرهم) مفعول به أوّل (يوم) مفعول به ثان منصوب على حذف مضاف أي: أنذرهم عذاب يوم الحسرة، إذ ظرف أستعير للمستقبل متعلّق ب (الحسرة)، الأمر نائب الفاعل مرفوع الواو حاليّة في الموضعين (في غفلة) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (هم) و لا نافية.
وجملة: {أنذرهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة أسمع بهم.
وجملة: {قضي الأمر} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {هم في غفلة} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أنذرهم).
وجملة: {هم لا يؤمنون} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (أنذرهم).

.الصرف:

(غفلة)، مصدر سماعيّ لفعل غفل يغفل باب نصر، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى هي: غفول بضمّتين وغفل بفتحتين..

.البلاغة:

- المجاز المرسل:
في قوله تعالى: {لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}.
العلاقة حالية، والمراد جهنم، فأطلق الحال وأريد المحل، لأن الضلال لا يحل فيه وإنما يحل في مكانه، وكذلك قوله في الآية اللاحقة: {وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} والغفلة لا يحل فيها أيضا، وإنما يحل بالمتالف التي توقع الغفلة أصحابها فيها.

.الفوائد:

1- مواضع زيادة الباء:
تزاد الباء في ستة مواضع رئيسية:
أ- تزاد وجوبا في فاعل فعل التعجب في إحدى صيغتيه، وهي: أفعل به نحو: (أحسن بعمر)، فتعرب (أحسن) فعل ماض أتى على صيغة الأمر، وعمر فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجرّ الزائد، والباء حرف جر زائد أتى لا تساق اللفظ، ومنه {أسمع بهم وأبصر}.
وتزاد كثيرا في فاعل (كفى) التي بمعنى حسب، وهي فعل لازم، نحو {كَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا} وهي غير كفى التي بمعنى أجزأ أو أغنى، فهذه لا تزاد بفاعلها الباء.
ب- تزاد أيضا في المفعول به، نحو: {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}.
وقوله تعالى: وهزّي إليك بجزع النخلة.
ج- وتزاد في المبتدأ، نحو (بحسبك درهم) ونحو خرجت فإذا بزيد، وكيف بك (والمعنى كيف أنت).
د- وتزاد في الخبر، وهو قياسي في حالة السلب، نحو (ليس زيد بقائم) {وما ربك بغافل} أما في الموجب، فمتوقف على السماع.
ه- وتزاد في الحال إذا كان عامل الحال منفيا. نحو:
فما رجعت بخائبة ركاب ** حكيم بن المسيّب منتهاها

و- وتزاد في التوكيد، إذا كان بالنفس والعين، نحو: رأيت خالدا بنفسه وبعينه.
2- البغي:
أ- قال بعضهم: إن أصلها (بغوي) وقال البيضاوي: أصلها مفعول من البغي، ولهما تعليلات في استحالتها إلى (بغيّ).
ب- وقال بعضهم: إن (بغيّ) خاص بالمؤنث، فيقال: امرأة بغي، ولا يقال رجل بغي.
ج- واعترض بعضهم، أنه نقل عن المصباح بأنه يقال: رجل بغي، وامرأة بغي. ولعله من باب القياس والفرض، وليس من واقع الاستعمال.

. [سورة مريم: آية 40].

{إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (40)}.

.الإعراب:

(نحن) ضمير منفصل أستعير لمحلّ النصب لتوكيد الضمير المتّصل في إنّا من اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على الأرض بالواو (عليها) متعلّق بمحذوف صلة من (إلينا) متعلّق ب (يرجعون) مضارع مبنيّ للمجهول.. و الواو نائب الفاعل.
جملة: {إنّا} {نرث} لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة: {نرث} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يرجعون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

. [سورة مريم: الآيات 41- 45].

{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطًا سَوِيًّا (43) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (44) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (45)}.

.الإعراب:

الواو استئنافيّة (في الكتاب) متعلّق بحال من إبراهيم (نبيّا) خبر ثان منصوب.
جملة: {اذكر} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {إنّه كان صدّيقا} في محلّ نصب حال من إبراهيم.
وجملة: {كان صدّيقا} في محلّ رفع خبر إنّ.
42- إذ ظرف مبنيّ متعلّق ب (صدّيقا نبيّا)، (لأبيه) متعلّق ب (قال) وعلامة الجرّ الياء (أبت) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الباء، و التاء زائدة عوضا من ياء المتكلّم المحذوفة لا محل لها..
و الياء المحذوفة مضاف إليه (لم) حرف جرّ واسم استفهام في محلّ جرّ متعلّق ب (تعبد)، وحذفت الألف من ما لدخول حرف الجرّ ما اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لا نافية في المواضع الثلاثة (عنك) متعلّق ب (يغني)، (شيئا) مفعول به منصوب أي شيئا من نفع أو ضرر.
وجملة: {قال} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: النداء وجوابها في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لم تعبد} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {لا يسمع} لا محلّ لها صلة الموصول ما .
وجملة: {لا يبصر} لا محلّ لها معطوفة على جملة يسمع.
وجملة: {لا يغني} لا محلّ لها معطوفة على جملة يبصر.
43- {قد} حرف تحقيق (من العلم) متعلّق ب {جاءني}، ومن تبعيضيّة، {ما} اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءني {يأتك}.
مضارع مجزوم وعلامة الجزم حزف حرف العلّة، والفاعل هو وهو العائد و(الكاف) مفعول به الفاء رابطة لجواب شرط مقدّر (أهدك) مضارع مجزوم بجواب الطلب، وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل أنا (صراطا) مفعول به ثان منصوب (سويّا) نعت لصراط منصوب.
وجملة: {يا أبت} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {إنّي قد جاءني} لا محلّ لها جواب النداء..
وجملة: {جاءني} {ما لم يأتك} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {لم يأتك} لا محلّ لها صلة الموصول ما .
وجملة: {اتّبعني} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت الهداية فاتّبعني..
وجملة: {أهدك} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
44- لا ناهية. وحرّك (تعبد) بالكسر لالتقاء الساكنين، والفاعل أنت (للرحمن) متعلّق ب (عصيّا) خبر كان.
وجملة: {يا أبت} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {لا تعبد} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {إنّ الشيطان كان} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {كان للرحمن عصيّا} في محلّ رفع خبر إنّ.
45- (عذاب) فاعل يمسّك مرفوع (من الرحمن) متعلّق بنعت ل (عذاب).
والمصدر المؤوّل (أن يمسّك..) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
الفاء عاطفة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب معطوف على (يمسّك)، اسمه ضمير مستتر تقديره أنت (للشيطان) متعلّق ب (وليّا) خبر تكون منصوب.
وجملة: {يا أبت} لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: {إنّي أخاف} لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: {أخاف} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {يمسّك عذاب} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ أن .
وجملة: {تكون} لا محلّ لها معطوفة على صلة الموصول الحرفيّ.